يتم التحميل...

شرائط المطالعة

آداب المطالعة

أن يقسم أوقات ليله ونهاره على ما يحصله، ويغتنم ما بقي من عمره، فإن بقية العمر لا قيمة لها. وأجود الأوقات للحفظ الأسحار، وللبحث الأبكار، وللكتابة وسط النهار، وللمطالعة والمذاكرة الليل وبقايا النهار.

عدد الزوار: 26

تعتمد المطالعة الفعّالة على مجموعة شرائط:
ــ الشروط الزمانية:
تنظيم الوقت: أن يقسم أوقات ليله ونهاره على ما يحصله، ويغتنم ما بقي من عمره، فإن بقية العمر لا قيمة لها. وأجود الأوقات للحفظ الأسحار، وللبحث الأبكار، وللكتابة وسط النهار، وللمطالعة والمذاكرة الليل وبقايا النهار.
ومما قالوه ــ ودلت عليه التجربة ــ أن حفظ الليل أنفع من حفظ النهار، ووقت الجوع أنفع من وقت الشبع.
يذكر أن البعض يعتقد أن المطالعة يجب أن تكون عندما يميل القارئ إلى المطالعة، وبهذه الحالة لا تتقيد المطالعة بزمان معيّن، وفي أي وقت حصل ذلك يجب التمسك به جيداً وعدم الإفلات.

ب ــ الشروط المكانية:
1 ــ أن يكون مكان المطالعة بعيداً عن الأمور التي تتسبب بعدم تركيز الحواس.

2 ــ أن يكون بعيداً عن الأماكن التي تعم فيها الفوضى والأصوات المرتفعة وعن الساحات العامة والمنتزهات المليئة بالناس والأنهار الجاريات، وقوارع الطرق التي تكثر فيها الحركات، لأنها تمنع من خلو القلب.

3 ــ إذا أمكن وضع طاولة المطالعة في مكان مقابل للحائط.

4 ــ ولا بد من إخلاء الطاولة التي يطالع عليها من الآلات والأمور التي تؤثر على الحواس.

5 ــ لا بأس من اختيار كرسي وطاولة ذات قياس متناسب بحيث لا تؤثر إطلاقاً على جسم القارئ، ولكن ليس بالشكل الذي يذهب بالقارئ إلى النعاس.
كذلك لون ونظافة المحيط لهما تأثير على القارئ، فمثلاً لا بأس من أن تكون طاولة المطالعة ذات لون عادي لا برّاقاً ولا قاتماً.

ج ــ الشروط الفيزيكية:
ــ إن تغير الهواء بشكل دائم والحفاظ على درجة الحرارة بالشكل المناسب لهما الأثر المهم في تركيز الحواس.

ــ لا بأس أن يكون النور والمصباح عن يمين القارئ وينبغي الإبتعاد عن الأنوار الخفيفة.

ملاحظة:
المطالعة تحت نور الشمس موجبة لسلامة العين وراحة القارئ.
ــ يجب أن تكون المطالعة بشكل مستقيم مع الكتاب والكتابة.ــ لا بأس من الإستفادة من الطاولات التي يكون سطحها مائلاً قليلاً.

ــ إجعل طاولة المطالعة ــ مكان المطالعة ــ مرتبة ونظيفة.

ــ الفاصلة ما بين الكتاب والأعين 30سم لا أقلّ.

وطبقاً للتحقيقات التي أُجريت فإن المطالعة في حال الجلوس أفضل منها قياماً، والمطالعة مستلقياً من أسوء الحالات.
ــ إن المطالعة أثناء المشي والحركة وبعد الطعام وخاصة الطعام الدسم يؤثر سلباً على تركيز الحواس.

د ــ الشروط المعنوية الروحية:
1 ـ إخلاص النية في طلب العلم:
أول ما يجب على طالب العلم إخلاص النية لله تعالى في طلبه وبذله، فإن مدار الأعمال على النيات، وبسببها يكون العمل تارة خزفة لا قيمة لها، وتارة جوهرة لا يعلم قيمتها لعظم قدرها، وتارة وبالاً على صاحبه، مكتوباً في ديوان السيئات وإن كان بصورة الواجبات.
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله:"من تعلم علماً من علم الآخرة ليريد به عرضاً من عرض الدنيا لم يجد ريح الجنة"1.

2 ـ تحسين النية وتطهير القلب من الأدناس:
أن يصفّي نيته من الشوائب، ويطهر قلبه من الأدناس، ويحسِّن عمله باختيار الطاعات وترك المعاصي ليصلح لقبول العلم وحفظه.
وقد نظم بعضهم ذلك في بيتين فقال:

شكوت إلى وكيع سوء حفظي             فأرشـدني إلى تـرك المعاصي
وقـال اعلـم بـأن العلـمَ فضـــلً          وفضــلُ اللـهِ لا يؤتـاه عــاصي


3 إغتنام التحصيل في الفراغ والنشاط:

أن يغتنم التحصيل في الفراغ والنشاط وحالة الشباب وقوة البدن ونباهة الخاطر وسلامة والحواس وقلة الشواغل وتراكم العوارض.

4 ـ ترك عشرة من يشغله عن طلب العلم:
أن يترك العشــرة مع من يشــغله عن مطلوبــه، فإن تــركها من أهم ما ينبغي لطالب العلم، وأعـظم آفات العشــرة ضياع العمــر بغــير فائدة.

5 ـ راعاة قدراته الذهنية:
أن يقتصر من المطالعة على ما يحتمله فهمه، وينساق إليه ذهنه، ولا يمجه طبعه، وليحذر من الإشتغال بما يبدد الفكر، ويحيّر الذهن من الكتب الكثيرة، فإنه يضيّع زمانه ويفرق ذهنه.
وليعط الكتاب الذي يقرؤه كلَّ تركيزه الذهني، حتى يتقنه، حذرا من الخبط والانتقال المؤدي إلى التضييع وعدم الفلاح، ومن مصاديقه الاشتغال بكتب الخلاف في العقليات ونحوها، قبل أن يصح فهمه، ويستقر رأيه على الحق، ويحسن ذهنه في فهم الجواب.

6 ـ مراعاة الأهم:
بعد أن يرتب الأهم فالأهم في الحفظ والمطالعة ويتقنها، فليذاكر بمحفوظاته ويديم الفكر فيها، ويعتني بما يحصل فيها من الفوائد، ويذاكر بها بعض زملائه.

7 ـ الإجتهاد في طلب العلم:
أي أن يكون مجتهدا في الاشتغال بالقراءة والمطالعة والمباحثة والمذاكرة والحفظ، وأن تكون ملازمة الاشتغال بالعلم هي مطلوبه ورأس ماله.
وأخيراً كن صبوراً ومثابراً، فالثمرة التي تتوخاها من المطالعة كبيرة، وكما يقول الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام: "لا يعدم الصبور الظفر".

*كيف تطالع كتاباً,سلسلة تنميةالمهارات العلمية, نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية


1- السرائر، ص491، قسم المستطرفات

2013-04-01