يتم التحميل...

كيف تبدأين رحلة التكليف؟

فقه المرأة

ندعوك لتجولي ببصرك الوادع في الكائنات من حولك، إنك ترينها وتلمسينها وتشمينها، تشعرين بها من خلال حواسك، ولكن هناك سؤال يطرحُ نفسَه:

عدد الزوار: 96

رحم اللَّه أمرءاً عرف من أين؟ وفي أين؟ وإلى أين؟
الإمام علي عليه السلام

الرؤية الكونية
ندعوك لتجولي ببصرك الوادع في الكائنات من حولك، إنك ترينها وتلمسينها وتشمينها، تشعرين بها من خلال حواسك، ولكن هناك سؤال يطرحُ نفسَه:

هل إنَّ ما نشعر به هو كلُّ شيء أم أنَّ هناك أشياء أخرى لا نشعر بها وهي موجودةٌ حقاً ؟
إنَّه سؤال مهم من مجموعة أسئلةٍ كبرى من قبيل:

1- مَنْ أوجدني وأوجد مخلوقات هذا العالم؟
2- كيف ينبغي أن أعيش لأصل إلى السعادة؟
3- إلى أين أصل بعد هذا العالم؟

هذه أسئلة كبرى، لا تحتمل الإجابة عنها التأجيل ولا الإهمال، لأنَّها تتعلَّقُ بأساس وجودك.
والإجابة عنها، عند الإعتقاد بصحتها، تسمَّى "العقيدة" أو "الرؤية الكونية".

الرؤية الكونية: إلهية /غير إلهية
فمرةً يرسل الله وحياً إلى أنبيائه ليجيب عن هذه الأسئلة فتكون ثمرة الأجوبة رؤية كونية إلهية.
ومرةً أخرى تقدَّمُ عقولٌ إنسانية محدودة إجابات متنوعة فتكون ثمراتها رؤىً كونية غير إلهية متعددة.

إنَّ الرؤية الكونية لكل إنسان لها تأثير أساسي في بناء شخصيته .
الإمام الخامنئي دام ظله

أساس وأصل كافة العقائد هو التوحيد، فهو أهم وأعظم عقائدنا، وعلى أساسه نعتقد أنَّ اللَّه تعالى هو وحده خالق هذا العالم وكافة عوالم الوجود.
الإمام الخميني قدس سره

الرؤية الكونية الإلهية في القرآن الكريم تشرح لنا الوجود على الشكل التالي:
1- إنَّ مصدر هذا الوجود هو اللَّه تعالى. واللَّه الواحد الأحد هو خالقنا وخالق كل شيء. هو ربنا الذي يهدينا، وهو الإله المستحق للعبادة، وليس كمثله شيء له كل الكمالات التي يمكن أن نتصورها.
له الحياة الحقيقية ومنها يعطي الحياة للموجودات هو العالم الحقيقي وكل علم منه، هو القادر ولا أحد له القدرة سواه وكل قدرة تأتي من قدرته.
ومن أهم صفاته، بعد الوحدة، أنَّه عادلٌ أي أنه لا يظلم أحداً، ولا يمنع شيئاً من الحصول على الكمال الذي يسعى إليه.

2- إنَّ اللَّه سبحانه وتعالى قد أرسل الأنبياء عليهم السلام ليقوموا بمهمة عظيمة، وهي هداية الناس إلى الطريق المستقيم. وقد اختارهم لأنَّهم منزهون عن ارتكاب المعاصي والآثام ويملكون نفوساً سامية.
جميع الأنبياء قاموا بتبليغ الدين الإلهي الواحد، وهو الإسلام.
آخر الأنبياء وأعظمهم كان سيد المرسلين محمد فهو الذي بلَّغ الإسلام كاملاً وتاماً للناس.

ثم جاء بعده اثنا عشر إماماً ليكملوا هذه المهمة المقدسة أولهم علي بن أبي طالب عليه السلام وآخرهم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف الذي غاب بسبب ابتعاد الناس عن الدين الإلهي وتركهم للجهاد وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسوف يظهر في آخر الزمان ليقيم دولة الحق والعدل.

لو لم يبقَ من الدنيا إلا يوم لطوَّل اللَّه ذلك اليوم حتى يبعث اللَّه فيه رجلاً من أهل بيتي.
الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم

﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيم

3- إنَّ اللَّه سيبعث الناس بعد موتهم للحساب، وسوف يجزي المسيء والمحسن في يومٍ يسمَّى بيوم القيامة، حيث يدخل الكافر والمسيء إلى النار فيما سيدخل المؤمن والمحسن إلى الجنة.
فعالم الدنيا ليس كل شيء بل إن الآخرة هي الحياة الحقيقية وهناك ستظهر كل الحقائق كما هي ويخلد الناس إما في الجنة والنعيم وإما في النار والجحيم كلٌّ بحسب عقائده وأعماله في الدنيا.

هذه هي، عزيزتي، أصول الدين وبعض متفرعاتها، فما عليك إلا التفكير فيها ملياً والتأكد من صحتها خلال حياتك بالعلم والدليل العقلي من خلال الكتب والعلماء ثم الاعتقاد بها حتى تكون حياتك ومسيرك وحشرك على أساسها.

الأحكام الشرعية
أيتها البرعم المتفتح في بستان الحياة لقد صار لأعمالك قانون وميزان يضمن أن تسير وفق البرنامج الإلهي.
وهو عبارة عن الأحكام الشرعية التي جعلها الإسلام على شكل واجبات ومحرمات ومستحبات ومكروهات ومباحات والتي يعتبر اللَّه امتثالها. الطريق الوحيد للفوز في الآخرة، فأنت يا عزيزتي مكلَّفةٌ بالعمل على أساسها، ولذلك يقال لكِ "مُكلَّفة".
فهلِّمي نقرأ في الجدول التالي عناوينها الأساسية:

القرين الناصح هو العمل الصالح.
الإمام علي عليه السلام

﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء ...
(إبراهيم:24) قرآن كريم

الواجبات
الأعمال التي يجب القيام بها *** ولا يجوز تركها / مثل: الصلوات اليومية، الحجاب،الصدقً

المحرمات
الأعمال التي لا يجوز القيام بها ويجب تركها / مثل: الغناء، عقوق الوالدين، الكذب.

المستحبات
الأعمال التي نستحق الثواب على فعلها ويجوز تركها / مثل: السلام على الناس، الصدقة،الدعاء.

المكروهات
الأعمال التي نستحق الثواب على تركها ويجوز فعلها / مثل: الكلام في المسجد بغير ذكر الله، والنوم بين طلوع الفجر وطلوع الشمس

المباحات
الأعمال التي لا نستحق العقاب ولا الثواب على فعلها وعلى تركها /مثل: المشي، الضحك، الأكل والشرب.

أهمُّ ما أنتِ مكلفةٌ به هو:
1- التقليد.
2- التولي والتبري.
3- عدم ارتكاب الذنوب.
4- أداء التكاليف.

﴿لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ.
(البقرة:286) قرآن كريم

من كان من الفقهاء حافظاً لدينه صائناً لنفسه مخالفاً لهواه مطيعاً لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه

الإمام العسكري عليه السلام.

التقليد
الأحكام الشرعية التي نحن مكلفون بها:
- من الذي يعرف أن يستخرجها؟
- من الذي يعرِّف الناس كيفية القيام بها؟
- إنَّه مرجع التقليد.

وهو الذي ينبغي الرجوع إليه في معرفة تفاصيل الأحكام وفي كيفية القيام بها على الوجه الصحيح، ونحن نختاره لأنَّه الأقدر على فهم المقصود من آيات القرآن والأحاديث الشريفة.

ورجوعنا إليه يكون على الشكل التالي:
1- سؤاله مباشرةً عن الحكم.
2- القراءة في رسالته العملية.
3- سؤال العلماء عن رأيه.

س: بالنسبة إلينا، من يجب أن نقلِّد؟

ج- يجب تقليد المجتهد الجامع لشرائط الإفتاء والمرجعية وأن يكون الأعلم على الأحوط.
استفتاءات القائد

إنَّ الخامنئي شمس تبعث الضياء.
الإمام الخميني قدس سره

هناك العديد من المراجع الذين تتوفَّر فيهم شرائط المرجعية والتقليد، فمن نقلِّد من بينهم؟
إذا كنت تفتشين عن براءة الذمة والعمل وفق ما يريده اللَّه تعالى، فما عليك إلا اختيار المرجع بحسب "البينة الشرعية" وهي تعني شهادة عالمين من أهل الخبرة على أعلمية أحد المراجع الكرام.
ومن باب المثال نعرض لشهادة مجتهدين كبيرين ممن قالوا بأعلمية الإمام السيد علي الخامنئي دام ظله:

الشهادة الأولى:
لآية اللَّه السيد جعفر الكريمي وهو من أساتذة بحث الخارج في قم وقد حضر أبحاث آية اللَّه العظمى السيد الخوئي قدس سره 42 عاماً وأبحاث الإمام الخميني قدس سره 41 عاماً قال: "... رأيت السيد القائد أدق نظراً وأسرع انتقالاً وأقوى استنباطاً للفروع من الأصول من غيره من المراجع العظام حفظهم اللَّه تعالى... ومن هنا أعترف وأشهد بأنه اعلم أقرانه المعاصرين".

يجب أن يكون لدى المجتهد المهارة والذكاء والفراسة لهداية مجتمع كبير.
الإمام الخميني

لو لم يكن الفقهاء الأعزاء موجودين لم يكن معلوماً اليوم أيُّ علوم كانت لتقدَّم للناس تحت عنوان علوم القرآن والإسلام وأهل البيت.
الإمام الخميني

الشهادة الثانية:
لآية اللَّه الشيخ محمد يزدي قال: "إني أعتقد أن آية اللَّه الخامنئي هو الأعلم والأقوى من حيث المجموع بالنسبة إلى العلوم والأمور اللازمة في التقليد والقيام بأعباء مرجعية الأمة".
(راجعي: كتاب مرجعية الإمام القائد دام ظله).

فيا عزيزتي
يمكنك أن تعتمدي على هذه البينة- مثلاً- وتقلدي الإمام الخامنئي بمعنى أن تنوي في قلبك بأن أعمالك ستكون طبقاً لفتاويه المباركة فتقومي بها بهذه النية.

التولِّي والتبري
يا طاهرة، إنَّ القلب هو المكان الذي يستقر فيه الإيمان، ولا يستقر الإيمان فيه إلا عندما يمتلئ بحب اللَّه تعالى وحب أوليائه الذي يبعث إلى طاعتهم في كل أمور الحياة وهذه الطاعة المنبثقة عن الحب تسمى: التولي.

لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه، وأهلي أحب إليه من أهله...
الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم

﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا
(االاحزاب:21)قرآن كريم

وعلى رأس قائمة أولياء اللَّه وهو أفضل بني البشر النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال عنه تعالى ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ) وبعده أهل بيته الأطهار الذين أذهب اللَّه عنهم الرجس وطهرهم تطهير وفرض علينا مودتهم بقوله عزَّ وجلَّ "قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى" وهم:

خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
1- الإمام علي عليه السلام. 7- الإمام جعفر الصادق عليه السلام.
2- السيدة فاطمة عليها السلام. 8- الإمام موسى الكاظم عليه السلام.
3- الإمام الحسن عليه السلام. 9- الإمام علي الرضا عليه السلام.
4- الإمام الحسين عليه السلام. 10- الإمام محمد الجواد عليه السلام.
5- الإمام زين العابدين عليه السلام. 11- الإمام علي الهادي عليه السلام.
6- الإمام محمد الباقر عليه السلام. 12- الإمام الحسن العسكري عليه السلام.
13- الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف .

وآخرهم إمام زماننا الذي نتولاه الآن وقد غاب ونحن ننتظر ظهوره حتى يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً.
وفي غيبته أمرنا الإمام المهدي أن نرجع إلى العالم الفقيه فنتولاه حينما قال لنا "أما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة اللَّه".

والولي الفقيه الذي نتولاه في الحوادث التي هي الأمور الحياتية العامة في المجتمع كالجوانب السياسية وغيرها يتمثل اليوم في النعمة الإلهية علينا وهو الإمام علي الخامنئي دام ظله

يكون من بعدي اثنا عشر أميراً... كلهم من قريش
الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم

﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُون
(المجادلة:22) قرآن كريم

ومقابل التولَّي يأتي التبرِّي وهو أن تستشعري في قلبك البغض لأعداء اللَّه والمقت لأعمالهم وأن تعتبري نفسك في الفريق المقابل لفريقهم.
ويكون ذلك بأن ترفضي طاعة الشيطان وإتباع أوليائه فأنت أعلنت بالتولي حبك واتباعك للخير وللَّه وللرسول ولأوصيائه وللولي الفقيه فهل تجدين من المناسب أن يتسرب إلى قلبك حبُّ من يفعل الشرّ ويعادي اللَّه والرسول والمؤمنين، كالكفار، ومن يظلم الناس ويقتل الأطفال كالإسرائيلي والإدارة الأميركية مثلاً.

عدم ارتكاب الذنوب
يا ثاقبة البصيرة، إذا رأيت شخصاً يمشي في طريق، يسير متراً إلى الأمام ثم يعود مترين إلى الوراء فهل تقولين إنَّه سيصل إلى هدفه ولو بعد ألف سنة؟ بالطبع كلا.حال مرتكب الذنوب في السير على طريق الجنة هو كحال هذا الماشي كلمَّا وقع في ذنب فإنَّه يبتعد عن الجنة ويعود إلى الوراء في مسيره باتجاه الكمال والسعادة.

والذنوب على قسمين:
1- ذنوب صغيرة- يستحق الإنسان العقاب على ارتكابها.
2- ذنوب كبيرة- يستحق الإنسان عذاب النار على ارتكابها.
"الإصرار على الذنوب الصغيرة هو من الكبائر"

﴿إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا
(النساء: 13)قرآن كريم.

س: هل التارك لتعلُّم المسائل الشرعية التي يبتلى بها عاصٍ؟
ج-
لو أدَّى عدم تعلمه المسائل الشرعية إلى ترك واجب أو فعل حرام كان عاصياً

إنَّ من أخطر الذنوب الكبيرة التي قد يقع الإنسان فيها في مثل عمرك:
1- الكذب / الإخبار بخلاف الواقع أي بشيء ليس صحيحاً
2- الغيبة / إظهار العيب الذي لا يرضى صاحبه المؤمن بكشفه من وراء ظهره
3- النميمة / نقل كلام سمعه من شخص حول شخص آخر إلى ذلك الشخص للتفريق بينهما
4- الغناء / إطلاق الإنسان صوته مع ترجيع متناسب مع مجالس اللهو والمعصية
5- الإسراف / تجاوز الحد من ناحية الكمية والكيفية في إنفاق المال وغيره
6- عقوق الوالدين / الإساءة إلى الأب أو الأم بالقول أو الفعل
7- قطيعة الرحم / قطع العلاقة عن كل من يعتبر من أقارب الإنسان الأساسيين من جهة أمه وأبيه
8- أكل الميتة / أكل اللحم غير المذكى، أي غير المذبوح بطريقة شرعية ويلحق به الدم ولحم الخنزير
9- السرقة / أخذ مال الغير سراً أو جهراً دون رضى منه والتصرف به
10- ترك الصلاة / عدم أداء الصلاة عموماً للإهمال ولقلة الإعتناء بأمور الآخرة

أداء التكاليف
المدرسة الإلهية التي ستذهبين إليها في حياتك هي مدرسة العبودية للَّه، وهي تتحقق من خلال القيام بالتكاليف الشرعية كما يريد اللَّه وبنيَّة التقرُّب منه.

هذه التكاليف قد تتعلق:
1- بالفكر- كالتفكُّر، ومحاسبة النفس.
2- بالقول- كذكر اللَّه باللسان وقراءة القرآن.
3- بالمال- كالزكاة والخمس والصدقة المستحبة.
4- بمجموع الناس- كصلاة الجماعة.
5- بالفعل- كمناسك الحج وافعال الصلاة.
6- بالمظهر- كالستر والتبرج والزينة.
7- بالعلاقات- كبِرِّ الوالدين وصلة الرحم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والاختلاط.

﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُون
(الذاريات:56) قرآن كريم

إنَّ اللَّه إذا أحب عبداً فقهه في الدين.
الإمام الصادق عليه السلام

كيف تؤدِّين هذه التكاليف؟
هذه التكاليف لها شروط ومقدمات وتفاصيل يجب أن تطلعي عليها بمقدار الواجب عليك حتى تكوني بريئة الذمة أمام اللَّه.
والعلم الذي يبين هذه التفاصيل هو علم الفقه.
كما أنَّ علم الأخلاق هو العلم الذي يرشدك إلى كيفية تحصيل الإخلاص في أدائها، أي يساعدك على أن تؤدِّيها قربةً إلى اللَّه، وليس كي يرى الناس أو للرياضة أو لأي شيء آخر.
كما يحدد لك علم الأخلاق البرنامج الذي ينبغي أن تتبعيه في أدائك لهذه التكاليف ويعظك ويذكرك بالآخرة ويبين لك طريقة تجَنُّب الأخلاق الفاسدة كالتكبُّر والعجب وحب الدنيا... الخ.

ما هي أهم هذه التكاليف؟
أ- الصلاة
الصلاة، أيتها الطاهرة، هي معراج المؤمن، أي أنَّها طريق روحه للعروج إلى اللَّه كي يصبح مؤمناً حقيقياً ويمتلئ قلبه حباً للَّه ويترك حب الدنيا والإنغماس فيها.
هذه الصلاة كي تُقبَل وتكون معراجاً ينبغي أولاً أن تكون صحيحة. ولتكون صحيحةً ينبغي أن تستوفي جميع الشرائط الفقهية، وذلك كي تصلِّي صلاةً صحيحةً منذ البداية ولا تعيديها لاحقاً.

إذا أردت التفصيل فعليك سؤال العلماء أو الرجوع إلى الرسالة العملية للمرجع الذي تقلدينه أو الكتب التوضيحية من قبيل كتاب "كيف تصلِّي؟".

﴿إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا
(النساء:103) قرآن كريم

الصلاة قربان كلِّ تقي
الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم

بسم الله الرحمن الرحيم
﴿أَقِمِ الصَّلواةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا
(الإسراء:78)

الصلوات الواجبة قسمان:
أ- الصلوات اليومية وهي:
1- صلاة الصبح: ركعتان
وقتها: من طلوع الفجر الصادق إلى شروق الشمس.
2- صلاة الظهر: أربع ركعات
وقتها: من زوال الشمس عند منتصف النهار إلى ماقبل الغروب بمقدار صلاة العصر.
3- صلاة العصر: أربع ركعات
وقتها: من بعد زوال الشمس بمقدار صـلاة الظهر إلى غروب الشمس.
4- صلاة المغرب: ثلاث ركعات
وقـتها: من الغروب الشرعي إلى ما قبـل منتصـف الليـل الشرعي بمقدار صلاة العشاء.
5- صلاة العشاء: أربع ركعات
وقتها: بعد المغـرب بمقـدار صلاة المغرب إلى منتصف الليل الشرعي.
ليس منِّي من استخف بصلاته الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.

﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ
 (العنكبوت:45)

ب - الصلوات التي تصبح واجبةً في حالات معينة:
1- صلاة الآيات: وهي صلاة ركعتين بكيفية معينة تجب عند خسوف القمر أو كسوف الشمس أو الزلزلة أو الحوادث الكونية المخيفة للناس.
2- صلاة القضاء: إذا فات وقت أداء الصلوات اليومية الواجبة فيجب قضاؤها خارج وقتها كما فاتت.
3- صلاة الجمعة: وهي تُقام ظهر يوم الجمعة عند تحقق شروط معينة.
4- صلاة النَّذر: إذا نذر المكلف نذراً شرعياً بأن يصلِّي صلاة معينة ثم تحقق الشرط فيجب الإتيان بتلك الصلاة.
5- صلاة الميت: في حال لم يكن هناك أحد وتوفي شخص مسلم فيجب على المكلف الحاضر أن يغسِّله ويُحنِّطه ويكفِّنه ويصلي عليه.

ب- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
هذه الفريضة من أسمى الفرائض وأشرفها التي اختص الإسلام بها.
أنتِ عندما تطبقينها إنما تعبرين عن حضاريتك وعن اهتمامك بمستقبل مجتمعك وعن تلك النفس الخيرة التي تملكينها.
هل يصح أن تقفي مكتوفة اليدين أمام المفسدين؟ بالطبع لا، وينبغي أن تأمري بالمعروف وتنهي عن المنكر، وهذا معناه أن تقومي بواجب الارشاد لتارك المعروف أو لفاعل المنكر لحثه على فعل المعروف وترك المنكر، وهذا يتطلب أن تعرفي المعروف والمنكر.

المعروف: كل فعل حسن أوجبته الشريعة الإسلامية.
المنكر: كل فعل قبيح حرَّمته الشريعة الإسلامية.
﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون
(آل عمران:104)

﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ..
(آل عمران:110)قرآن كريم

هذه الفريضة الإلهية ينبغي التدرُّج في تطبيقها، والتدرُّج يعني إتباع الأساليب اللطيفة والمناسبة وإذا لم تؤثر ننتقل إلى أساليب أخرى أقوى قليلاً وهكذا.
فإذا شاهدتِ شخصاً، رفيقة في المدرسة مثلاً أو جارة في الحي أو قريبة، يقوم بممارسة فعل مؤذٍ تبدأين أولاً بالإنكار القلبي لهذا الفعل من خلال عمل يظهر إنزعاجك منه كالعبوس في وجهه والإعراض عنه. وإذا استمر تقومين ثانياً بأمره ونهيه باللسان وبطريقة لينة، وذلك من خلال شرح سوء المنكر وحسن المعروف، وبلهجة فيها وعظٌ، وهكذا...
أما إذا لم تحتملي التأثير فيه فما عليك إلا الإنكار القلبي وتركه وشأنه.

ج- إرتداء الحجاب الإسلامي
أيتها الكائن اللطيف الذي يريـد أن يتعرف على الإنسانية الحقـة. بالطبع، لسـت تعتـبرين الحجـاب مجرد غطـاءٍ تضعـه الفـتاة على رأسها لتغطي شعرها ولباسٍ فضفاض لتستر سائر أجزاء بدنها. لقد لاحظت حتماً أنَّ الحجاب شيءٌ أسمى من ذلك وأهم.

فأنت بالتأكيد عايشت محجبات، أمك أختك صديقتك قريبتك جارتك، ووجدت ما هو أكثر من القماش والتستر.
لا نعرف إن كنت قد التفتِّ إلى أنَّ الحجاب أسلوب حياة وهوية إنسانية للفتاة التي تريد أن تحيى كما أراد اللَّه: "حياة ملؤها الطهارة زاخرة بالإنجازات الكبيرة وعالية عن الصفات الرذيلة".

ليس الحجاب
زياً وطنياً وموديلاً شعبياً
هروباً من لبس الموديلات الحديثة
سجناً وانعزالاً عن الآخرين
قانوناً يمنع الفتاة من أن تعيش حياتها
فما هي الهوية الحقيقية للحجاب إذن؟

بطاقة الهوية للحجاب هي:
الاسم والشهرة: علامة الكرامة.
اسم الأب: الشرع الإلهي.
اسم الأم: طهارة الأخلاق.
محل الولادة: حصن العفة.
تاريخ الولادة: منذ فجر البشرية.
المذهب: الدين الإلهي الحنيف.
رقم السجل: أوَّل أولويات الفتاة.
المهنة: قلع الفساد من المجتمع وقطع طريق الشيطان.
علامات فارقة: تاج من نور تضعه الفتاة.

هل طلبَ اللَّه من الفتاة الحجاب حقاً؟
طبعاً، وقد أنزل آيات كريمة ليبلّغ النساء بهذا الواجب:

فالمؤمنات مدعوات :
1- غض البصر عمَّا لا يحل النظر إليه.
2- الحفاظ على الكرامة والعرض.
3- عـدم إبداء الزينـة أي عـدم إظهار مواضـع الجسد التي هـي محل لزينة.
4- الضرب بالخمار على الجيوب ومعناه إلقاء أطراف المنديل الكبيرالذي يغطي الرأس بحيث يستر الصدر أيضاً.
وهذه كلها أمور تشير إلى وجوب الحجاب للمرأة وللفتاة المسلمة.
إذن اللَّه أحب لكِ الحجاب أيتها الطاهرة فهنيئاً لك هذا الإكرام وهذه المحبة.

ـ ضوابط الحجاب:
أيتها العزيزة، في الشارع والبيت والمدرسة والمسجد ترين المحجبات بأم عينك، وهذا شيء رائع ينم عن تمسُّك مجتمعنا بالحجاب، ولكن هل هذا الحجاب هو بالضبط ما أراده اللَّه؟

كي تعرفي الإجابة لا بدَّ لك من معرفة شروط الحجاب الصحيح، فلا بد أن تتوفَّر في الحجاب الشروط التالية:
أولاً: أن يغطي تمام الجسد ما عدا الوجه والكفين.
ثانياً: أن لا يكون ملفتاً لا في لونه ولا في شكله.
ثالثاً: أن لا يكون شفافاً يُظْهِر ما تحته.
رابعاً: أن يكون واسعاً فضفاضاً.
خامساً: أن لا يكون ثوبَ تشبُّهٍ بالرجال.
سادساً: أن لا يقترن بالتهتك وإبراز الزينة والتصرفات المسيئة للشخصية المؤمنة.

ـ أنواع الحجاب:
أيتها المتألقة بلباس النور والطهارة، إنَّ لباسك هو تعبيرٌ عمَّا يُختزنُ في روحك من قيم سامية، وقريناتك عندما أردن أن يفصحن عن القيم التي يحملنها فقد اخترن أحد اللباسين التاليين:

الأوَّل: اللباس الشرعي- وهو اللباس المؤلف من ثوب فضفاض (مانتو) طويل مع غطاء الرأس (ايشارب).
الثاني: العباءة- وهي الجلباب الذي يحوط جسم المرأة من كافة جوانبه من الرأس حتى القدمين.

عزيزتي، لأنَّ العباءة تحقق ضوابط اللباس الشرعي بأفضل طريقة ممكنة فقد صارت عنواناً للفتاة المؤمنة التي لا تستبدل زيَّها بكل ما تقدمه دور الأزياء من موديلات تحت عنوان مماشاة العصر ومحاكاة الأجانب.

ـ حدود الحجاب:
بعد التعرُّف على ضوابط الحجاب واشكاله، يبقى أن نتعرف على حدوده الدقيقة من ناحية الفاصل بين ما يجب ستره وما يجوز إظهاره. فكما علمنا يجب على الفتاة أن تستر جميع أجزاء بدنها ما عدا الوجه والكفين وحدود ذلك:

في الوجه:
ما يجب غسله في الوضوء، أي ما اشتملت عرضاً عليه الإبهام والوسطى من منبت الشعر إلى طرف الذقن طولاً، أي بهذا الشكل المرسوم.

في اليدين:
من طرف الأصابع إلى الزند، أي طرف المعصم من ناحية الكف:
انتبهي إلى أنه يجب ستر شيء من الأجزاء التي يجوز إظهارها كمقدمة لتحصيل اليقين بستر ما يجب ستره.

ـ التبرج والزينة
عندما خلق اللَّه الإنسان وجعل منه ذكراً وأنثى، أراد للأنثى أن تكون مظهراً للُّطف والجمال، وكان هذا الجمال وذلك اللطف نعمةً إلهية على الإنسانية، فما الذي قد يُحوِّل هذه النعمة إلى نقمة؟ إنَّه التبرج والزينة.

فما هما التبرج والزينة؟
التبرج- إظهار المرأة محاسنها للرجال الأجانب عنها، فعندما تبدي الفتاة محاسن جسدها لغير المحارم يقال إنَّها تبرجت.
الزينة- أنواع التجمُّل التي تلتصق بالبدن ( كأحمر الشفاه وطلاء الأظافر والكحل... الخ ) والتي تنفصل عنه ( كالمجوهرات والذهب والاكسسوارات... الخ ) والتي تضعها المرأة، وحين تضعها الفتاة ليراها الآخرون يقولون تزينت.

أقسام الزينة التي لا يجوز إظهارها للأجانب:
الزينة الظاهرة- وهي الزينة التي توضع على الوجه والكفين كأحمر الشفاه والكحل والطلاء والخاتم... الخ
﴿ولا يبدين زينتهنَّ إلا...

الزينة الباطنة- وهي الزينة التي توضع على أقسام الجسد الداخلية كالعقد ومكبس الشعر والخلخال... الخ.
﴿ولا يضربن بأرجلهنَّ ليعلم ما يخفين من زينتهن.

هذه الزينة وإن كانت جائزة بنفسها إلا أنَّه لا يجوز إظهارها للأجانب ويجوز إظهارها للمحارم فقط.

فمن هم المحارم يا ترى؟
المحارم:
أيتها المشتاقة إلى أمن اللَّه وحرمه، ينبغي أن تعرفي من هم محارمك، لأنك يجب أن تتسترى عن غيرهم، وقد حدد القرآن الكريم لك من هم المحارم في الآية 13 من سورة النور وكذلك في أمكنة أخرى.

تقول الآية: ﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ

فالمحارم على قسمين:

الأوَّل: محارم النسب وهم:
1- الأب والجد.
2- الإبن والحفيد.
3- الأخ من الأب والأم أو من أحدهما.
4- أبناء الأخ.
5- أبناء الأخت.
6- العم والخال المباشران أو غير المباشرين أي عم وخال الأب والأم.
وهؤلاء لا يجوز للفتاة الزواج بهم ويجوز لها إبداء زينتها لهم ومصافحتهم وسائر التصرفات التي تجوز مع المحارم.

الثاني: محارم السبب
ومحارم السبب هم الذين بالأصل أجانب وأصبحوا محارم لسبب معين، أو الذين هم بحكم المحارم لسبب معين أيضاً وهم:
1- الزوج الذي أصبح محرماً بسبب الزواج.
2- والد الزوج وابنه من امرأة أخرى.
3- النساء الأخريات. لكن ينبغي التحفُّظ أمام من يصفن أجساد النساء للرجال الآخرين.
4- الأطفال الذين هم تحت سن البلوغ ولا يميزون، أي لا يعرفون قضايا الزواج والعلاقة بين الرجل والمرأة.
5- 6- إضافة إلى ما ذكرته الآية ممن أصبح في وضع لا حاجة له بالنساء ومن العبيد وهذا لم يعد موجوداً في عصرنا.

ـ فقه الحجاب:
أيتها النبيهة الحريصة على دينها، على قاعدة "إنَّ اللَّه يحب العبد منكم إذا عمل عملاً أن يتقنه"، جمعنا لك باقة من الأزاهير الفقهية التي تساعدك على إتقان حجابك إن قرأتيها بتمعُّن وطبقتيها بدقة، مع الإلفات إلى أنها ليست صعبة بتاتاً:

1- لو ظهر بعض شعرك أو بدنك أثناء الصلاة تستطيعين أن تستريه ثم تكملي صلاتك دون قطعها أو إعادتها.
2- لو حال المنديل الذي تضعينه على رأسك بين جبهتك وبين السجدة التي تسجدين عليها حين الصلاة فعليك أن تجرِّي جبهتك حتى تصل إلى السجدة أو أن تسحبي المنديل عن جبهتك ولا يجوز لك رفع جبهتك عمداً لايصالها إلى السجدة.
3- يجوز لك إلتقاط الصور دون حجاب بين محارمك، شرط أن يكون المصوِّر أيضاً من المحارم أو من النساء.
4- إذا مرضت وكان علاجك لا يتم إلاَّ بالنظر واللمس فلا يجوز لك مراجعة الطبيب- الذكر إلا مع تعذُّر أو تعسُّر مراجعة الطبيبة- الأنثى التي يكون فيها الكفاية.
5- هناك فرق بين الستر الصلاتي والستر عن نظر الأجنبي أهمها:
ـ أنَّه يجب ستر ظاهر القدم عن الناظر الأجنبي فيما لا يجب ستره في الصلاة.
ـ أنَّه يجوز لبس الثياب الضيقة في الصلاة فيما لا يجوز ذلك أمام الناظر الأجنبي.

الدور الاجتماعي للمكلفة
يا كريمة والديك... بعد نزهتك هذه في حديقة الإسلام الغنَّاء، وبعد قطفك لأزاهير المعرفة منها، هل بدأتِ بتبيُّن معالم مستقبلك المشرق بالعفة والإيمان والنجاح؟
هل بدأت تتبدَّى لك طبيعة الدور الذي ينبغي أن تلعبيه في هذه الحياة كإنسانة مكلفة وكعضو فاعل في المجتمع من حولك؟

هذا السؤال نضع مسؤولية الإجابة عنه على عاتقك:
لِمَ؟ لأنَّ الأمر ليس بيد أحد، وهو بيدك كلياً أنت من يقرر:
ـ إمَّا أنَّك إنسانة ملتزمة تعرف أنَّ عليها واجبات ومستعدة للقيام بها.
ـ وإما أنَّك إنسانة مستهترة حتى لو عرفت واجباتها فهي غير مستعدة للقيام بها.
لماذا غير مستعدة؟

تعالي لنناقش الأسباب:
ـ السبب الأوَّل: غير معتقدة حقيقةً بهذه الواجبات وبهذا الدور.
هذا ما يُسَمَّى بضعف الإيمان.

أي إنك تقرِّين بوجود اللَّه والآخرة، وبأنَّ اللَّه أرسل أنبياء بكتب سماوية ورسالات، وهذه الرسالات فيها واجباتٌ من يقوم بها يفوز بالآخرة، وعلى الإنسان أن يلعب دوراً مؤثراً في محيطه الاجتماعي، ولكنك غير مستعدة لتحمُّل بعض المشاق في هذا الطريق.

يأتي طبيب الإسلام ليعالج لك هذه المشكلة قائلاً: "ما قصرت الهمة عمَّا صدَّق به القلب" أي لو أنَّ الإنسان آمن حقيقةً فإنّ الهمة سوف تشتد فيقوم بكل ما عليه.
إذن آمني بعقيدتك واستعملي عقلك وافهمي جيداً ماذا يقول الدين؟

ـ السبب الثاني: وجود الموانع
وهذا ما يمكن أن نطلق عليه عنوان المؤامرة.
هناك مؤامرة مُدَبَّرة على الفتاة، خصوصاً الفتاة المسلمة، لسلب هويتها الإنسانية وحرفها عن مسار العفة وإدخالها في متاهات الضياع والعبثية.
بكل صراحة، إنَّ هذه المؤامرة تلوح لنا في كل زيِّ حديث ومطبوعة وقصَّة، كما نراها في تلك البرامج والأفلام التلفزيونية والأغاني.

هناك خشية من أن يتسلل الضعف إليك وإلى قريناتك العزيزات اللواتي هنَّ في مقتبل العمر، فتعشن حالة ضياع بسبب هذه المؤامرة، مما يؤدي إلى ترككنَّ للواجبات وإلى التقاعس عن القيام بالدور المنوط بكنَّ في الحياة.
إذا لم تترقَّي الآن في سلَّم النجاح متى ستفعلين ذلك؟
حذار من اللهو والعبث وترك الواجبات وسوء الأخلاق.

الخاتمة
في فرحة تكليفك، لا نريد أن نُنَغِّصَ عليك الأجواء المفعمة بالأمل والنور، ولكننا نرى الخطر جدياً والعواقب وخيمة.
ولكن ثقتنا فيك كبيرة، فقد وضعت قَدَمَ العزيمة على درب الفلاح وسرت في رعاية الأهل وبمعية رفيقات الخير في ظلال القرآن وأهل البيت ولن تستطيع بعون اللَّه كلُّ المؤامرات أن تدمِّر مستقبلك الزاهر.
هنيئاً لك رحلة تكليفك وبورك تاج النور على رأسك ورعاك اللَّه حتى تصلي إلى الكمال الذي خلقك لأجل الوصول إليه.
هنيئاً لكِ


*كيف تبدأين رحلة التكليف؟ , سلسلة كيف ولماذا, نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية

2013-02-09